

تتسبّب الديون المرتفعة والآخذة في الازدياد في إجهاد مالية العديد من البلدان فتستنزف حصةً كبيرة من إيراداتها لتغطية خدمة الديون، بدلا من استخدامها في تمويل أهداف التنمية المستدامة والمشاريع القادرة على التكيف مع تغير المناخ. وفي حين تلقي خدمة الديون عبئاً ضخماً على الإنفاق العام في العديد من البلدان العربيّة، تهدّد محدوديّة الحيّز المالي قدرة المنطقة على التعافي من جائحة كوفيد-19. وقد يشكل رفع مستوى المساعدة الإنمائية الرسمية أو زيادة تعهدات التمويل المناخي في المديين القريب والأقرب تحديا للبلدان المموّلة، لا سيما بالنظر إلى التبعات الاقتصادية للجائحة والقيود التي تؤثر على التعاون الثنائي. تتيح آليّة مقايضة الديون بالعمل المناخي فرصةً فريدةً للدائنين والمانحين لإظهار التضامن مع البلدان النامية من خلال مساعدتها على التعافي بشكل أفضل من الجائحة، وتعزيز التعاون الإنمائي لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس.
وكانت "مبادرة تمويل التنمية في عصر كوفيد-19 وما بعده" قد اقترحت على رؤساء الدول والحكومات خيارات عدة منها مقايضة الديون لمساعدة البلدان التي تواجه أعباء ديون مرتفعة. كذلك تشجّع خطة عمل أديس أبابا الصادرة عن المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية البلدان النامية على مقايضة الديون بمشاريع خضراء.
أطلقت الإسكوا آلية مقايضة الديون بالعمل المناخي وبتنفيذ أهداف التنمية المستدامة دعماً للدول الأعضاء في سعيها الدؤوب إلى تمويل العمل المناخي، وتحمّل أعباء الديون الثقيلة، ومواجهة الضغوط الماليّة التي اشتدّت بفعل الجائحة وما خلّفت من تبعات.
تحوّل المبادرة مدفوعات الدين الوطني المستحقة على الديون الخارجية إلى استثمارات محلية لتنفيذ مشاريع قادرة على التكيّف مع تغير المناخ من خلال ترتيبات تعاونية بين المدينين والدائنين والمانحين. فبالنسبة إلى الجهات المدينة، تعفيها المبادرة من دفع فوائد الدين الخارجي وتزيد في الوقت نفسه الاستثمار العام المستدام في مشاريع قادرة على التكيّف مع تغيّر المناخ، تساهم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس. وبالنسبة إلى الجهات الدائنة، يزيد مبلغ مقايضة الديون، المخصّص للمشاريع القادرة على التكيف مع تغير المناخ، من مدفوعات المساعدة الإنمائية الرسمية/التعهّدات بتمويل المناخ التي تسرّع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس، دون إضافة أعباء إضافية على ميزانيات هذه الجهات.
ويتم تنسيق المشروع بالشراكة مع المركز العربي لسياسات تغير المناخ التابع للإسكوا.
أطلقت الإسكوا آليّة مقايضة الديون بالعمل المناخي وبتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في كانون الأوّل/ديسمبر 2020 خلال مؤتمر رفيع المستوى شارك فيه وزراء ومسؤولون كبار وخبراء فنيّون من مجموعة من الدول الأعضاء. وعقدت في 21 آذار/مارس 2021 الاجتماع الأوّل للجنة الاستشاريّة حول تفعيل آلية مقايضة الديون بالعمل المناخي وبتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وأصدرت دراسة بعنوان "أهداف التنمية المستدامة: آلية مقايضة الديون مقابل العمل المناخي".
وتتعلق هذه المبادرة بمنشورات أخرى:
دليل الديون (2022): ربط الديون السيادية بنتائج المناخ والطبيعة: دليل لمديري الديون وصناع القرار البيئي
كتيب الديون (2022): Climate/SDGs Debt Swap - Donor Nexus Initiative
ورقة تقنية (2020): Debt Swap for Climate and SDGs Finance in the Arab Region