الأثر الاجتماعي والاقتصادي لجائحة كوفيد-19
كأنّ عجلة الحياة تعطّلت خلال عقد اتّسم بتسارع العمل نحو تحقيق التنمية المستدامة، عطّلها تهديدٌ صحيٌّ عالميّ أصاب المنطقة العربية بأضرار جسيمة. فتحوّل التركيز إلى اتخاذ إجراءات طارئة لإنقاذ الأرواح وإصلاح سبل العيش. والأزمة صرخة مدوّية تذكّر بأنّ القطاع العام، متى اتّسم بالكفاءة والفعالية، كان خطّ الدفاع الأول في التصدي للمخاطر النظميّة.
تنتشر جائحة كوفيد-19 الخطيرة في المنطقة العربية في وقتٍ ترزح فيه الاقتصادات تحت وطأة النزاعات والضغوط المالية المتزايدة. وللتخفيف من التهديد الذي تشكله الجائحة، لا بدّ لسكّان المنطقة من ضم الجهود للحدّ من انتقال العدوى ومن أعداد الوفيات، فعليهم تقع مسؤوليّة حماية بعضهم البعض، ولا سيما الأكثر ضعفا بينهم. فالفيروس لا يعرف حدودا، وقد ألحق أضراراً شديدة بسبل عيش الناس من جميع الخلفيّات الاجتماعية والاقتصادية، وبحياتهم.
وهذه الاستجابة لحالة الطوارئ على مستوى المنطقة ليست لإنقاذ البلدان أو الصناعات أو المؤسسات المالية، إنّما هي لإنقاذ آلاف الأرواح. لا بدّ أن يكون رفاه الإنسان والتضامن الاجتماعي في صميم أي مبادرة إنعاشيّة لمنع انتشار العدوى، والسماح للحكومات باستئناف جهودها من أجل عالم آمن وعادل ومزدهر للجميع.