

منذ مطلع هذا القرن والاكتظاظ السكاني يشكل باعث قلق كبير يهدّد التنمية المستدامة. وتشهد المنطقة العربية اليوم توسعاً حضرياً غير مسبوق، تتفاوت مستوياته بين البلدان، يفرض تحديات تتطلب إدارة حكيمة لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من سكان المناطق الحضرية، وتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
والإسكوا مفوضة من الدول الأعضاء بدعم تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة وأهداف التنمية المستدامة في المنطقة. وهي تستخدم لهذه الغاية ما تختزنه من معرفة في الشؤون العالمية والإقليمية لدعم الدول الأعضاء في دمج قضايا التوسع الحضري في خطط التنمية الوطنية، إسهاماً في تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة والهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة. والاستفادة من كامل الإمكانات الحضرية تعتمد بشدة على قدرة الحكومات الوطنية والمحلية على وضع استراتيجيات تشمل عدة قطاعات وتتعدد فيها الجهات المعنية، للعمل على مستويات ومقاييس متعددة.
تدعم الإسكوا الدول الأعضاء في وضع سياسات حضرية وطنية مستدامة وشاملة وقائمة على أدلة، من خلال العمل مع الحكومات الوطنية ودون الوطنية والمحلية للنهوض بعملية وضع السياسات، وتشجيع اتباع نهج تشاركي شامل. وتحرص على اتساق السياسات بين الدول الأعضاء، وبناء قدرات المؤسسات على تنفيذ خطة عام 2030 والخطة الحضرية الجديدة ورصدهما. وتدعم الإسكوا أيضاً الدول الأعضاء في إنتاج المعرفة واجتراع الحلول الذكية، وتعزيز القدرات على المستويات الوطنية ودون الوطنية والمحلية، لبناء المنعة وتحقيق الانتعاش في المناطق الحضرية. وقد بيّنت جائحة كوفيد-19 أهمية العمل بهذا الاتجاه.
برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية،
وصندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية،
ولجان إقليمية أخرى تابعة للأمم المتحدة،
ووزارات التخطيط الوطني، ووزارات التنمية المحلية، وجهات معنية في المناطق الحضرية.
تعالج الإسكوا التنمية الحضرية بجوانبها المتعددة في المنطقة العربية. وهي تشجّع اتباع نهج شامل وموسّع لتنفيذ الخطة الحضرية الجديدة والهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، كما تعمل على تعزيز التنسيق والتعاون بين الجهات والقطاعات المتعددة على مختلف المستويات من أجل إرساء تبادل المعارف في التخطيط الحضري والتنمية الحضرية المستدامين بأبعادهما المتداخلة والمتعددة الأوجه.
وتدعم الإسكوا الدول الأعضاء في وضع خطط حضرية متكاملة شاملة لعدة قطاعات وسياسات حضرية متسقة لتحقيق التنمية الحضرية الشاملة والمستدامة، بما يتماشى مع متطلبات تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة ورصدها والإبلاغ عنها، وتوطين أهداف التنمية المستدامة. وتعمل على النهوض بالتعاون داخل المنطقة وتبادل أفضل الممارسات من أجل تكييف الخطط والالتزامات العالمية مع سياق المنطقة ثم توطينها.
كذلك تدعم الإسكوا الحكومات المحلية في المدن العربية لبناء منعتها الاقتصادية إزاء جائحة كوفيد-19 وما بعدها، من خلال أنشطة التقييم وبناء القدرات، وإشراك الجهات المعنية، والتخطيط لبناء المنعة الاقتصادية، وتبادل أفضل الممارسات والمعارف.
والإسكوا من الشركاء المنفّذين لمشروع بناء قدرة المدن على الصمود الاقتصادي خلال جائحة كوفيد-19 وبعدها، المموّل من الأموال المتبقّية من الشريحة 13 لحساب الأمم المتحدة للتنمية . يستهدف المشروع عدداً من المدن من بينها ثلاث مدن عربيّة هي بيروت والقاهرة والكويت.